العلم اشرف مطلوب
الـقـسـم الـعـام مشرف المنبر الترحيببي
عدد الرسائل : 131 تاريخ التسجيل : 13/09/2008
| |
العلم اشرف مطلوب
الـقـسـم الـعـام مشرف المنبر الترحيببي
عدد الرسائل : 131 تاريخ التسجيل : 13/09/2008
| |
العلم اشرف مطلوب
الـقـسـم الـعـام مشرف المنبر الترحيببي
عدد الرسائل : 131 تاريخ التسجيل : 13/09/2008
| موضوع: رد: سعيد بن عامر الأحد 09 نوفمبر 2008, 11:56 pm | |
| وجلس الرجل: وأطرق عمر مليا، وابتهل الى الله همسا قال: " اللهم اني أعرفه من خير عبادك.. اللهم لا تخيّب فيه فراستي".. ودعاه للدفاع عن نفسه، فقال سعيد: أما قولهم اني لا أخرج اليهم حتى يتعالى النهار.. " فوالله لقد كنت أكره ذكر السبب.. انه ليس لأهلي خادم، فأنا أعجن عجيني، ثم أدعه يختمر، ثم اخبز خبزي، ثم أتوضأ للضحى، ثم أخرج اليهم".. وتهلل وجه عمر وقال: الحمد للله.. والثانية..؟! وتابع سعيد حديثه: وأما قولهم: لا أجيب أحدا بليل.. فوالله، لقد كنت أكره ذكر السبب.. اني جعلت النهار لهم،والليل لربي".. أما قولهم: ان لي يومين في الشهر لا أخرج فيهما... " فليس لي خادم يغسل ثوبي، وليس بي ثياب أبدّلها، فأنا أغسل ثوبي ثم أنتظر أن يجف بعد حين.. وفي آخر النهار أخرج اليهم ". وأما قولهم: ان الغشية تأخذني بين الحين والحين.. " فقد شهدت مصرع خبيب الأنصاري بمكة، وقد بضعت قريش لحمه، وحملوه على جذعه، وهم يقولون له: أحب أن محمدا مكانك، وأنت سليم معافى..؟ فيجيبهم قائلا: والله ما أحب أني في أهلي وولدي، معي عافية الدنيا ونعيمها، ويصاب رسول الله بشوكة.. فكلما ذكرت ذلك المشهد الذي رأيتهو أنا يومئذ من المشركين، ثم تذكرت تركي نصرة خبيب يومها، أرتجف خوفا من عذاب الله، ويغشاني الذي يغشاني".. وانتهت كلمات سعيد التي كانت تغادر شفتيه مبللة بدموعه الورعة الطاهرة.. ولم يمالك عمر نفسه ونشوه، فصاح من فرط حبوره. " الحمد للله الذي لم يخيّب فراستي".! وعانق سعيدا، وقبّل جبهته المضيئة العالية... **
أي حظ من الهدى ناله هذا الطراز من الخق..؟ أي معلم كان رسول الله..؟ اي نور نافذ، كان كتاب الله..؟؟ وأي مدرسة ملهمة ومعلمة، كان الاسلام..؟؟ ولكن، هل تستطيع الأرض أن تحمل فوق ظهرها عددا كثيرا من هذا الطراز..؟؟ انه لو حدث هذا، لما بقيت أرضا، انها تصير فردوسا.. أجل تصير الفردوس الموعود.. ولما كان الفردوس لم يأت زمانه بعد فان الذين يمرون بالحياة ويعبرون الأرض من هذا الطراز المجيد الجليل.. قللون دائما ونادرون.. وسعيد بن عامر واحد منهم.. كان عطاؤه وراتبه بحكم عمله ووظيفته، ولكنه كان يأخذ منه ما يكفيه وزوجه.. ثم يوزع باقيه على بيوت أخرى فقيرة... ولقد قيل له يوما: " توسّع بهذا الفائض على أهلم وأصهارك".. فأجاب قائلا: " ولماذا أهلي وأصهاري..؟ لا والله ما أنا ببائع رضا الله بقرابة"..
وطالما كان يقال له: " توسّع وأهل بيتك في النفقة وخذ من طيّبات الحياة".. ولكنه كان يجيب دائما، ويردد أبدا كلماته العظيمة هذه: " ما أنا بالنتخلف عن الرعيل الأول، بعد أن سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: يجمع الله عز وجل الناس للحساب، فيحيء فقراء المؤمنين يزفون كما تزف الحامام، فيقال لهم: قفوا للحساب، فيقولون: ما كان لنا شيء نحاسب عليه.. فيقول الله: صدق عبادي.. فيدخلون الجنة قبل الناس"..
**
وفي العام العشرين من الهجرة، لقي سعيد ربه أنقى ما يكون صفحة، وأتقى ما يكون قلبا، وأنضر ما يكون سيرة.. لقد طال شوقه الى الرعيل الأول الذي نذر حياته لحفظه وعهده، وتتبع خطاه.. أجل لقد طال شوقه الى رسوله ومعلمه.. والى رفاقه الأوّابين المتطهرين.. واليوم يلاقيهم قرير العين، مطمئن النفس، خفيف الظهر.. ليس معه ولا وراءه من أحمال الدنيا ومتاعها ما يثقل ظهره وكاهله،، ليس معه الا ورعه، وزهده، وتقاه، وعظمة نفسه وسلوكه.. وفضائل تثقل الميزان، ولكنها لا تثقل الظهور..!! ومزايا هز بها صاحبها الدنيا، ولم يهزها غرور..!!
**
سلام على سعيد بن عامر.. سلام عليه في محياه، وأخراه.. وسلام.. ثم سلام على سيرته وذكراه.. وسلام على الكرام البررة.. أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
[size=21]
| |
|